المخيم بين التربية والترفيه

المخيم بين التربية والترفيه


مخيم الجبهة 2016

في كل سنة ينظم مخيمات كثيرة لجمعيات مختلفة وفي أماكن متنوعة، ويكون بعضها للترفيه فقط، ولكن مخيمات التي تجمع بين التربية والترفيه تجدها قليلة وناذرة، فمخيم الجبهة التي نظمته جمعية رواد التربية والتخييم بشراكة مع حركة التوحيد والإصلاح منطقة تمارة نموذج من نماذج المخيمات التي تجمع بين التربية والترفيه.
فالمخيم هو محطة مهمة لاكتشاف قدرات المستفيدين واستثمارها في الجانب الإيجابي. فالشباب لهم طاقة كبيرة يجب عليها أن تستثمر بشكل صحيح. فمخيم الجبهة كان مميزا وحاول استثمار طاقة الشباب في جانبها الإيجابي وذلك من خلال الورشات النوعية كالاختراع والإعلام والمسرح والفلك وغيرها من الورشات. فمثلا ورشة الاختراع مكنت من التلاميذ أن يتعلموا كيفية صناعة مكنسة كهربائية من خلال أدوات بسيطة وورشة الإعلام تعلم فيها المستفيدون كيفية إعداد روبورطاج عن موضوع ما...
موضوع التربية، قد يفهم منه المحاضرات فقط.. ولكن مفهومه أوسع، صحيح أن للمحاضرات دور مهم في الجانب التربوي والذي كان جزء منها في مخيم الجبهة، ولكن جميع الأنشطة للمخيم فهي ضمن مفهوم التربية، فالانضباط لصلاة الفجر والصلوات الأخرى لها دور مهم في التربية لقوله تعالى " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " والحضور للتجمع الصباحي هو من ضمن التربية لأن في التجمع يتعلم المستفيد أناشيد تربوية لها رسائل هادفة، وللمواعظ بعد صلاة المغرب والعشاء دور مهم في تزكية النفس. حتى الجانب الترفيهي يتضمن أمورا تربوية كاللعب النظيف في الرياضة والتعاون مع الأصدقاء لتحقيق الهدف. كما أن للعبة الكبرى جوانب إيجابية كبيرة حيث تمكن المستفيد أن يتعاون مع أصدقاءه للفوز وعدم الأنانية وأن الرصيد المعرفي للمستفيدين يزداد من خلال الأسئلة الثقافية الموجودة في اللعبة، وتمكن المستفيدين من الحفاظ على الياقة البدنية حيث أنهم يقومون بالجري للبحث عن الأسئلة مما يجعل اللعبة الكبرى من أحسن الأنشطة الموجودة في المخيم.
السهرات الإبداعية تجعل الشباب يبدعون ويبهرون أصدقاءهم حيث من خلالها نكتشف المواهب والطاقات، ونحاول أن نستثمرها بشكل صحيح. وما يميز مخيم منطقة تمارة أنه يضع مسابقة فن الإلقاء حيث يتنافس المشاركون حول مهارة الإلقاء وتجعلهم يتدربون عن إلقاء كلمتهم أمام الجمهور بدون خوف وتردد. وما ميز هذا المخيم وضع مناظرة بين المشاركين والمشاركات حول موضوع المواقع الاجتماعية والحرية، حيث أبهرنا بالمستوى الراقي في النقاش لدا الشباب وكيفية احترامهم للرأي المخالف ومناقشته بأدب.
فالمخيم هو فرصة لاكتشاف المواهب والطاقات وهو محطة مهمة جدا ولا يجب الاقتصار عليها فقط، وبالتالي يجب العمل على ما بعد المخيم لاستثمار ما بدلناه في المخيم كي لا يضيع المجهود هباء منثورا. فاليوم نحن نزرع البذور وننتظر الثمار مستقبلا.
بقلم: عبد الحميد الحرشي

إرسال تعليق

0 تعليقات