ليس المشكل أن تكون مشجعا، ولكن المشكل أن تكون مشجعا متعصبا

ليس المشكل أن تكون مشجعا، ولكن المشكل أن تكون مشجعا متعصبا



الكل يعلم أن في هذا الزمان أصبح أغلب الشباب معجبون بأحد الفريقين إما ريال مدريد أو برشلونة وأنا واحد منهم، ولكن الأمر الغريب هو أن يكون الشباب يشجعون فريقهم بشكل عصبي وبشكل جنوني وكأنهم يؤجرون على تشجيعهم أو أنهم هم من لعبوا تلك المباراة، والأمر الأكثر غرابة هو أن يقول المشجع بلهجتنا المغربية " حنا ربحناكم.. " وكأن هذا المشجع هو مدرب هذه الفرقة أو أحد لاعبيها. فتشجيع فرقة أمر جميل جدا، ولكن أن يتحول هذا التشجيع إلى خلق عداوة ما بين الإخوة أو مابين الأصدقاء فهذا أمر مذموم ويجب أن يعالج.
المبالغة في الفرحة:
ما أثار استغرابي في الآونة الأخيرة، هو المبالغة في التشجيع سواء من الجمهور البرشلوني أو من الجمهور المدريدي، وخصوصا من الجمهور البرشلوني الذي فاز فريقه على خصمه باريس سان جرمان بستة أهداف مقابل هدف بعد أن كان الفريق الفرنسي فائزا في مباراة الذهاب بحصة أربعة أهداف نظيفة. هو أمر جميل أن يفرح المشجع البرشلوني بفوز فريقه الذي قدم مباراة بطولية وتاريخية وحقق المعجزة، ولكن الأمر الغريب والعجيب هو المبالغة في الفرحة حيث امتلأت المواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا " الفايسبوك " بعبارات "ديما بارصا" والأكثر من ذلك وضع صور تسخر من المشجعين الرياليين وتعليقات حول المباراة وكلام من أخذ ورد بين المشجعين. والأغرب من ذلك هو استمرار هذه التعاليق لمدة يومين أوأكثر بعد المباراة. فصحيح أن الفريق الكاتلوني قدم مباراة بطولية ولكن أن يبالغ المشجعون بتعبيرهم عن الفرحة فهذا أمر يجب أن يُتدارك فيما بعد، لأن المبالغة في الفرحة تؤدي إلى الخصومات بين الأصدقاء والأخوة والعائلة. فكم من شخص قتل صديقه بسبب خسارة فريقه أمام الفريق الذي يشجعه صديقه. فكرة القدم هي رياضة، والخصام بين الأصدقاء بسببها سذاجة، فشجع من شئت ولا تكن متعصبا لأي فريق.
كرة القدم متعة ووسيلة لاستخلاص الدروس:
كرة القدم ليس رياضة فحسب، وليس كما يعتقد البعض " 22 لاعب كيجري مور جلدة منفوخة "، بل لكرة القدم فوائد جميلة من بينها:
روح الجماعة: هذه الرياضة هي تطبيق لمبدأ العمل مع مجموعة، فهي ترسخ لمن يمارسها فكرة العمل في مجموعة لتحقيق الهدف.
الروح الرياضية: وهي من أهم مميزات كرة القدم، حيت تعلمنا هذه الرياضة أن يتقبل الفريق الخاسر خسارته وأن يهنئ الفريق الفائز على فوزه.
عدم فقدان الأمل: وهذا ما استخلص من مباراة برشلونة وباريس سان جرمان، لأنه ليس من السهل أن تكون منهزما في مباراة الذهاب بأربعة أهداف نظيفة وتلعب مباراة الإياب وتسجل ثلاثة أهداف ثم يسجل عليك هدف ولا تستسلم، وبعد ذلك وفي لحظة وجيزة وبإصرار شديد تسجل ثلاثة أهداف أخرى وتتأهل إلى الربع النهائي. وهذا ما يجعلنا أن لا نفقد الأمل كما أنه يساعدنا على تجاوز جميع الصعوبات والعراقيل، فهذه المباراة عنوانها الإصرار لتحقيق المعجزة. إضافة لذلك أن هناك مباريات أخرى تكرر فيها هذا المعنى خصوصا مباريات ريال مدريد الذي يقلب الطاولة على خصومه في الدقائق الأخيرة عبر اللاعب راموس.
وأختم مقالتي بأن لا نكون متعصبين لتشجيع أي فريق، فلا عيب أن نشجع فريقا كيف ما كان نوعه، ولكن العيب هو أن نشجع بإفراط وأن نبالغ في ذلك، والأخطر من ذلك أن ينتج عن هذه المبالغة خصومات وعداوات، فالدين الإسلامي جعلنا إخوة فلا نجعل الكرة سببا للعداوة والفرقة.


إرسال تعليق

0 تعليقات