فلنكثر من الصدقات


فلنكثر من الصدقات




الصدقة في ظاهرها تبدو وكأنها إعطاء بعض ما تملكه، كإعطائك بعض الدريهمات للفقير أو أن تتصدق ببعض ثيابك التي لا تحتاجها أو غير ذلك، ولكن الصدقة في عمقها لها معنى آخر فهي برهان لمحبتك لله، وهي دليل على الإيثار خصوصا لو تصدقت بأحب ما لديك. كما أن الصدقة أنواع ودرجات، فهناك من يتصدق بثيابه القديمة والتي لم يعد بحاجة إليها وذلك تطبيقا للآية الكريمة "ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو" وهذا ما يفعله عموم الناس، وهناك من يتصدق بأغلى ما يملك وبأجود ماعنده وذلك لقوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" فهذا النوع من الصدقة لا يفعله العموم بل يفعله القليل منهم، وهناك نوع من الصدقة لا يفعله إلا القليل الناذر وهي أن يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة، فهذا النوع وهذه الدرجة الرفيعة من الصدقة  يقوم بها أشخاص معدودين، فقليل من الناس من تجده يؤثر على نفسه ويتصدق بذاك الثوب الوحيد الذي يملكه ويفضل الآخر على نفسه وذلك تطبيقا للحديث النبوي: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". فالصدقة ليست عطاء فقط، بل هي سبب من أسباب جلب السعادة، فهذا العمل الخيري تجد صاحبه سعيدا، خصوصا لو كانت نية فاعله صافية وخالصة لله تعالى، فالأعمال التطوعية كلها تجلب لصاحبها السعادة، والمستفيد الحقيقي من الصدقة هو المتصدق نفسه، لأن صدقته تتحول إلى أجر كبير. فالصدقة كما سبق ذكره هي أنواع كثيرة أذكر منها لا على سبيل الحصر:

·       إماطة الأذى عن الطريق: فكما جاء في الحديث أن إماطة الأذى عن الطريق صدقة، فالشخص عندما يزيح الأذى عن الطريق فإنه يتصدق بوقته لفعل ذلك، كما أن فعله هذا دليل على صدق إيمانه، لأنه قام بإزاحة الأذى حفاظا على إخوانه، فكما أنه لا يحب الأذى لنفسه فإنه لا يحبه لإخوانه، وبهذا يكون قد صدق إيمانه طبقا للحديث الشريف الذي سبق ذكره.




·       الابتسامة: فكما نعلم أنه جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الابتسامة في وجه أخيك صدقة" فالابتسامة عمل بسيط لا يكلف شيئا، ورغم ذلك لا يقوم بها إلا قليل من الناس. فالشخص المكتئب المهموم لو قمت بإدخال السرور والبهجة عليه بابتسامتك الصادقة النابعة من القلب فنِعْمَ الصدقة هذه.



·       الكلمة الطيبة: الكلمة الطيبة لها آثار إيجابية، ولا يعرف قيمتها إلا من كان بحاجة الماسة إليها، فالكلمة الطيبة جاء وصف عجيب لها في القرآن الكريم، قال تعالى: " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" فالكلمة الطيبة لها أثر عجيبة وجميلة فصاحبها يجمع حوله الكثير من الأصدقاء والأحباب، كما أن لديه الرغبة في قربه عموم الناس، لأن صاحب الكلمة الطيبة يكون دائما مصدرا للتفاؤل والخير، فالكلمة الطيبة تعتبر من الصدقات، فلو قمت بنصح شخص بكلام طيب وجميل وقام باتباع كلامك وقام بدوره بتعليمه للناس فسوف تعتبر تلك الكلمة الطيبة صدقة جارية فلا يجب أن نغفل عنها.

·       التصدق بالوقت: وأقصد به هو أن تخصص وقتا للأعمال التطوعية والخيرية والدعوة إلى الله، لأن أجر هذا النوع هو أجر دائم وثواب لا ينقطع أجره ويعتبر من الصدقة الجارية، فلو قام الإنسان بتخصيص بعض وقته لتربية الشباب والأطفال على القيم الدينية وعلى أخلاق الإسلام وقام بتعليمهم دينهم وقاموا بدورهم بنفس العمل فهي تعتبر من الصدقات الجارية.



 فالصدقة هي جزء مهم في الدين وهي برهان للإيمان، فلنحاول من إكثار الصدقات ولنشجع بعضنا البعض على القيام بها وذلك لقوله تعالى: " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" فالصدقة هي بر وطريق للسعادة والفوز بالجنة.

إرسال تعليق

0 تعليقات