اختلال الموازين !!

 

اختلال الموازين !!

اختلال الموازين

صدق من قال: إذا كنت في المغرب فلا تستغرب !، ففي وقت يموت فيه إخواننا في غزة، ويقتل فيها الأطفال والنساء، وتشرد فيها العائلات، يستعد المغرب بتنظيم مهرجان مسخ وعهر وفساد تحت المسمى بمهرجان موازين، المهرجان الذي يسعى إلى إفساد المجتمع وأخلاقه وقيمه، فكيف يعقل أن نرقص وإخوتنا يموتون؟ ألم نقرأ قوله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة"؟ فأي أخوة هذه؟ وأين تطبيق الحديث الذي قال فيه النبي : "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة". فكما هو معلوم أن المسلم مع المسلم كالجسد الواحد، فقد جاء في الحديث: "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". فهل يعقل أن يرسخ فينا الإسلام معنى الوحدة والجسدية وروح الجماعة في صلواتنا فقط لا غير !؟ أكيد لا، فنحن المسلمون في العالم أمة واحدة، ولنا دين واحد؛ وهو الإسلام، فالاعتداء على المسلمين في غزة فهو اعتداء علينا جميعا، لأننا أمة واحدة، فلا يعقل أن يقتل طفل في فلسطين ونصمت على ذلك، بل الأسوأ من ذلك أن ننظم مهرجانا فاسدا للغناء والرقص وكأن قضية فلسطين هي قضية المقدسيين فقط وليست قضية المسلمين !! والعجيب أننا نشاهد في الجامعات الأمريكية طلبة وأساتذة ليسوا بمسلمين يدافعون عن القضية الفلسطينية في المقابل، نلاحظ تخاذل المسلمين وبعض المشاهر أو ما يطلق عليهم "المؤثرين" في قضيتهم، فلماذا انقلبت الموازين؟ ولماذا تخاذل المسلمين عن قضيتهم؟ وهل بالرقص والغناء سننصر هذه القضية المقدسة؟ وهل بهذا المهرجان المزيف ستنتهي مشاكل البلاد؟ وهل بالرقص والغناء سينتهي مشكل البطالة والفقر؟

إن تنظيم هذا المهرجان في هذه الفترة بالضبط دليل على اختلال الموازين والجهل بفقه الأولويات، فالأولويات الآن هي نصرة القضية الفلسطينية، ونحن أولى بنصرة هذه القضية من غيرنا. وهنا نطرح سؤالا جوهريا: كيف ننصر الفلسطينيين؟

إن نصرة هذه القضية لها طرق عديدة وسبل كثيرة أذكر منها: مقاطعة المنتوجات التي تدعم الكيان الصهيوني، وكذلك دعم الفلسطينيين بالمال، وكذلك التعريف بالقضية الفلسطينية في مواقع التواصل الاجتماعي وقراءة تاريخ فلسطين وأيضا يمكن مساندتهم بالدعاء لهم، فالدعاء سلاح المؤمن وهو عبادة لا يمكن الاستهانة به، فالدعاء سبب لدفع البلاء، وبالدعاء نستشعر قرب الله تعالى منا لقوله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان".

فخلاصة القول، هذا الوقت هو وقت الوحدة والتعاون ووقت نصرة إخوتنا في فلسطين والدعاء لهم ومساندتهم، وليس وقت الرقص على موتاهم ! فهذا المهرجان هو مهرجان العري والفساد والفسق، وضرره أكثر من نفعه، فوجب مقاطعته، ووجب من الجهات الرسمية إيقافه ومنعه.

بقلم: عبد الحميد الحرشي

إرسال تعليق

0 تعليقات