الحب في الله من ثمرات مخيمات حركة التوحيد والإصلاح
كعادة كل سنة نظمت حركة التوحيد والإصلاح فرع تمارة مخيمها الصيفي في مدينة الصويرة، والذي شارك فيه مجموعة من التلاميذ والتلميذات سلك الثانوي، ولكن ما ميز هذه السنة هو أن فرع تمارة اشترك في تنظيم هذا المخيم مع فرع الدار البيضاء.
هذا التشارك نتج عنه مجموعة من الأمور الإيجابية منها:
- الانسجام التام بين الفرعين: خلال المخيم وفي فترة وجيزة لوحظ هناك انسجام بين فرع تمارة وفرع الدار البيضاء وكذلك في لقاء الأطر نجد الجميع يتحدث عن التلاميذ دون ذكر فرعهم وكأنهم من مدينة واحدة.
- الحب في الله واستمراره: وهذه النقطة سأفصل فيها كثيرا. شاهدنا في هذا المخيم المعنى الحقيقي للحب في الله، حيث لم نر صراعا بين الإخوة. ولاحظنا أن هناك من يفضل أخاه على نفسه وذلك من خلال كثير من الأمثلة نذكر منها:
* احتاج تلميذ من مدينة تمارة إلى حذاء رياضي ليلعب كرة القدم فبدأ يطلب أصدقاءه لكي يلعب به، فجاءه شخص من مدينة الدار البيضاء فنزعه من رجليه وأعطاه إياه دون تردد.
* عندما كنت مريضا احتجت إلى غطاء، فأعطاه لي صديقي دون أن أطلبه منه ولاحظت أن هناك اعتناء كبيرا بي من طرف التلاميذ من كلتا المدينتين والإدارة بدون مقابل، وكل شخص يمر من أمامي يسأل عن وضعيتي الصحية ومنهم من اتصل بي هاتفيا، ومنهم من اطمأن علي عبر الموقع الاجتماعي "الفايسبوك"، وعندما تعافيت والتحقت بأنشطة المخيم، شاهدت أن الإخوة والأخوات يسألونني عن وضعيتي الصحية...
وهناك الكثير من الأمثلة عن هذا الجانب، ولكن ما أثار انتباهي هو استمرار المحبة بعد المخيم وبشكل تطبيقي، حيث فوجئنا بمبادرة من إخوتنا في الدار البيضاء بزيارتنا بمدينة تمارة وذلك بعد أيام قليلة من عودتنا من المخيم، وبالفعل قام ستة أفراد من مدينة الدار البيضاء بهذه المبادرة وفرحنا كثيرا بها، حيث أننا استقبلناهم وتناولوا معنا وجبة الفطور والغذاء وذهبنا جميعا إلى البحر وقضينا أوقاتا رائعة ووعدناهم بزيارة مماثلة إلى الدار البيضاء، وبالفعل قمنا بزيارتهم واستقبلونا أحسن استقبال وتناولنا معهم اللمجة وذهبنا إلى المسجد لأداء صلاة العشاء وقمنا بزيارة خاصة لمدير المخيم لاشتياقنا له، حيث فاجأنا بترحيبه الرائع لنا ودخلنا إلى منزله فأكرمنا أيما إكرام، هذه الزيارة ( زيارة المدير إلى منزله) شهدت قراءة القرآن وكلمة توجيهية جميلة جدا من طرف مدير المخيم ثم ختمنا هذه الزيارة بالدعاء، وذهبنا إلى مقر الجمعية وتناولنا وجبة العشاء وقمنا بسهرة فنية ذكرتنا بأجواء المخيم...
في صباح الجمعة استيقظنا وتناولنا وجبة الفطور وقمنا بخرجة إلى حديقة عين السبع والتي إذا زارها الناس يشعرون بالراحة، فهي حديقة جميلة بنهرها وأزهارها... وبعد ذلك قمنا بالذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة والتي تحدثت عن الزكاة، ثم عدنا إلى مقر الجمعية لتناول وجبة الغذاء والتي كانت عبارة عن "كسكس" ثم بعد ذلك قمنا بقيلولة مليئة بأناشيد جميلة وبعدها قمنا بلعبة فنية.
بعد أداء صلاة العصر تناولنا وجبة خفيفة وختمناها بدعاء خاشع قام به مدير المخيم، ثم ذهبنا بنية زيارة الأستاذ الجاسني وزوجته الأستاذة فاطمة النجار شفاه الله ولكننا وجدناهم قد سافروا إلى فرنسا قصد العلاج هناك.
وبعناق كبير ودعنا إخوتنا في الدار البيضاء وطلبوا منا أن نعيد الزيارة لتوطيد هذه المحبة التي لم تكن لمصلحة دنيوية وإنما هدفها الحب في الله ومبتغاها هو الجنة، فإذا أحببت الناس في الله فإنها ستستمر وإن كانت غير ذلك فإنها ستنقطع، وكما قلت من قبل: إن من علامة نجاح المخيم استمرار المحبة في الله.
أسأل الله تعالى أن يتم علينا هذه المحبة إلى يوم القيامة والحمد لله رب العالمين.
بقلم: الحرشي عبد الحميد
0 تعليقات