رموز التضحية لإنجاح التدريب التحضيري
حصل لي الشرف هذه السنة أن أستفيد من التدريب التحضيري لوزارة الشباب
والرياضة، فهذا التدريب استفدت كثيرا منه، خصوصا وأننا كنا مع رابطة الأمل للطفولة
المغربية التي لها جمعيات رائعة والتي تنتمي كلها إلى مشروع حركة التوحيد والإصلاح.
ذهبت إلى مدينة أصيلة رفقة أخي وحبيبي محمد أكماري، وأختين، في تمثيل مدينة
تمارة في هذا التدريب، فاستقبلونا أحسن استقبال.. بوجه بشوش وحلاوة اللسان. قمنا
بوضع أمتعتنا وتوجهنا إلى الصلاة ثم تناولنا العشاء وشرحوا لنا كيفية هذا التدريب
والهدف منه ومراحله..
هذا التدريب كان له أثرا إيجابيا في حياتي، حيث أصبحت لي عائلة جديدة في
حياتي، خمسون أخا وأختا و أربعة أساتذة بمثابة الأب. هؤلاء الأساتذة كانوا رموزا
للتضحية، لإنجاح هذا التدريب التحضيري. كانوا يسهرون في جميع الأيام ويتعبون من
أجل راحتنا، وبفضل الله تعالى ثم بسببهم تعلمنا كيفية التعامل مع الأطفال
والمراهقين، ودور المربي أو المنشط وما له وما عليه والإطار القانوني للمخيم
وأناشيد ذو طابع رسالي للأطفال وألغاز وألعاب والهدف منها وطرق تربية الأطفال
وكيفية وضع البطاقات التقنية لها والمسؤولية وجمع بين الأمور النظرية بالتطبيقية
وأشياء أخرى.. فكل هذه الأمور قام بها هؤلاء القادة: الأستاذ حسن مرابط والأستاذ
عبد السلام امحمدي والأستاذ عبد الرحيم أيت حميد والأستاذ زكرياء أغارمين.
الأستاذ حسن مرابط: مدير التدريب التحضيري، تعرفت عليه منذ سنة 2013 في
المخيم الجهوي لحركة التوحيد والإصلاح بأزلا، انبهرت به في معاملته وحكمته
وتواضعه، ففي وقت الجد يكون صارما، وفي وقت المرح يمزح معنا، وما أبهرني فيه هو
أنه يخدم الناس ولو كان مديرا، وذلك يقوم بجمع بقايا الطعام بنفسه وينظف الطاولة
التي أكل عليها بنفسه فهذه الأفعال لا يقوم بها إلا المدير الذي يحمل رسالة
للآخرين والتي مضمونها " مهما وصلت إلى أي منصب قم أنت بخدمة نفسك وتواضع مع
الآخرين.." وأتذكر أيضا في المخيم الجهوي قمت بخطأ فادح، فنصحني الأستاذ
بحكمة رائعة لا يقوم بها أي مدير كان، فلو كان مديرا آخر لطردني من المخيم أو
وبخني بطريقة عنيفة. فكل هذه الأشياء من ضمن "عصارة" أخلاقه الطيبة.
الأستاذ عبد السلام امحمدي: المنشط التربوي بامتياز، وجه بشوش، ألفاظه
رائعة، عندما ينادي على أي أحد يقول له " يا دكتور..."، استفذنا منه
الكثير، بذل جهدا كبيرا في إعطاء كل ما يملك، يصغي إلينا بإمعان، ويحفزنا على أي
إبداع قمنا به، فكل هذه الأمور فهي من "جميل" أخلاقه الرائعة.
الأستاذ عبد الرحيم أيت حميد: المنشط التربوي الرائع، له بشرة سوداء وقلب
أبيض، وجه بشوش، يفتح لنا قلبه، يصغي إلينا، علمنا أناشيد تربوية بامتياز، استفذنا
منه الكثير، تشعر أنه يعطي كل ما يملك بقلبه، وقام بتحفيزنا بنشيد أصبح يردد كل
يوم، مطلعه " 1-2-3 فازي فازي الشباب" نهايته "ديما ديما
القدام".
الأستاذ زكرياء أغارمين: المؤطر الذي يمثل الوزارة، كانت له منهجية رائعة
في إيصال رسالته، استفذنا منه الكثير، أبهرنا بأسلوبه، أخلاقه رائعة، ينصت إلينا
بإمعان، يشاركنا في ورشاته، حيث يجعلنا نشعر بأننا عنصر مهم في الورشة. يعطينا
أمثلة تطبيقية. تعلمنا منه مفهوم المسؤولية، وختم قولته في الحفل الختامي "
أنتم حببتم لي الدين " مما جعلنا نطرح سؤالا مهما: هل نحن حقا نمثل الدين كما
يجب؟ فهذه العبارة حملتنا مسؤولية كبيرة وجعلتنا نراجع أنفسنا كل يوم.
ختاما أدعو جميع الشباب الذين لهم هم الدعوة وتربية الأجيال أن يقتحموا هذا
المجال، ويسفدوا منه كثيرا، فهو محطة مهمة في عمر الإنسان.
بقلم: الحرشي عبد الحميد
2 تعليقات
mowafa9 akhi abd lhamid
ردحذفشكرا أخي الحبيب حميد على تعليقك الرائع
حذف